هل تعلم من لقب بفاتح الصين؟
هو قتيبة بن مسلم
(49 - 96 هـ = 669 - 715 م)قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين الباهلي، أبو حفص: أمير، فاتح، من مفاخر العرب.
كان أبوه كبير القدر عند يزيد بن معاوية. ونشأ هو في الدولة المروانية. فولي الري في أيام عبد الملك ابن مروان، وخراسان في أيام ابنه الوليد. ووثب لغزو ما وراء النهر، فتوغل فيها.
وافتتح كثيرا من المدائن، كخوارزم، وسجستان، وسمرقند. وغزا أطراف الصين وضرب عليها الجزية. وأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها. واشتهرت فتوحاته، فاستمر ولايته ثلاث عشرة سنة، وهو عظيم المكانة مرهوب الجانب.
[وقال أهل التاريخ: بلغ قتيبة بن مسلم في غزو الترك والتوغل في بلاد ما وراء النهر وافتتاح القلاع واستباحة البلاد وأخذ الأموال وقتل الفتاك ما لم يبلغه المهلب بن أبي صفرة ولا غيره، حتى إنه فتح بلاد خوارزم وسمرقند في عام واحد، ولما فتح هاتين المدينتين الجليلتين عادت السغد وحملت الاتاوة. ودعا قتيبة لما تمت له هذه الأحوال نهار بن توسعة شاعر المهلب بن أبي صفرة وبنيه، وقال له: أين قولك في المهلب لما مات:
ألا ذهب الغزو المقرب للغنى ... ومات الندى والجود بعد المهلب أفغزو هذا يا نهار قال: لا بل هذا حشر. ثم قال نهار وأنا القائل:
ولا كان مذ كنا ولا كان قبلنا ... ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم
أعم لأهل الترك قتلا بسيفه ... وأكثر فينا مقسما بعد مقسم ثم إنه لما بلغ الحجاج ما فعل قتيبة من الفتوحات والقتل والسبي قال: بعثت قتيبة فتى غزاء فما زدته باعا إلا زادني ذراعا] .
ولكن كان نسبه باهلي وكان عند العرب هو من أسوء الأنساب فقد قيل
باهلة: قبيلة منحطة بين العرب، قال الشاعر:
ولو قيل للكلب: يا باهلي ... عوى الكلب من لؤم هذا النسب
وقال آخر:
وما ينفع الأصل من هاشم ... إذا كانت النفس من باهله
قيل: إن قتيبة قال لهبيرة: أي رجل أنت لولا أن أخوالك من سلول، فلو بادلت بهم.
قال: أيها الأمير، بادل بهم من شئت، وجنبني باهلة .
وقيل لأعرابي: أيسرك أنك باهلي وتدخل الجنة؟
قال: إي والله، بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني باهلي .
ولقي أعرابي آخر، فقال: ممن أنت؟
قال: من باهلة.
فرثى له، فقال: أزيدك؟ إني لست من أنفسهم، بل من مواليهم.
فأخذ الأعرابي يقبل يديه، ويقول: ما ابتلاك الله بهذه الرزية إلا وأنت من أهل الجنة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راجع
سير أعلام النبلاء 4/411
الأعلام للزركلي 5/189
وفيات الاعيان 4/86
ليست هناك تعليقات: